في الساعات الأولى من صباح اليوم، شهدت مدينة غزة تصعيدًا عسكريًا جديدًا حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية استهدفت منطقة شرقية من المدينة، مما أدى إلى وقوع انفجارات هزت الأحياء المجاورة، وتسبب ذلك في حالة من الذعر بين السكان الذين فروا إلى الشوارع بحثًا عن الأمان، وذكرت مصادر محلية أن الغارة استهدفت موقعًا يُعتبر تابعًا لأحد الفصائل الفلسطينية، مما أسفر عن تدمير جزئي للموقع ومنازل قريبة، بينما لم تتضح بعد تفاصيل الخسائر البشرية بشكل نهائي، وأفادت طواقم الدفاع المدني أنها واجهت صعوبات في الوصول إلى موقع القصف بسبب استمرار تحليق الطائرات الحربية في الأجواء على ارتفاعات منخفضة.

إصابات وقلق بين المدنيين

من جانبها، أكدت وزارة الصحة في غزة أن هناك عددًا من الإصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج، حيث تم وصف حالة بعضهم بالحرجة، كما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى موقع الغارة في محاولة للسيطرة على النيران التي اندلعت في المكان، وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارة جاءت ردًا على ما وصفه بـ”محاولة إطلاق صواريخ من داخل قطاع غزة” باتجاه المستوطنات الجنوبية، مؤكدًا أن الجيش سيواصل استهداف البنية التحتية المستخدمة في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل.

تصعيد الأوضاع الإنسانية

تدور هذه الأحداث في وقت يشهد فيه قطاع غزة توترًا متزايدًا، حيث تتصاعد عمليات القصف والردود بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، مما يثير مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة قد تعيد للأذهان صور الحروب السابقة، وتشير التقديرات إلى أن الغارات الأخيرة تمثل ضغطًا إسرائيليًا بهدف فرض معادلات ميدانية جديدة، خاصة مع وجود وساطات إقليمية تحاول احتواء الموقف، في حين تؤكد الفصائل الفلسطينية أن “العدوان لن يمر دون رد”، وأنهم مستعدون للدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة.

وفي ظل تلك الأجواء، يعيش سكان غزة حالة من القلق والترقب من تجدد القصف، حيث تتزايد الدعوات المحلية والدولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين، ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الضغوط الإنسانية على القطاع الذي يعاني من حصار مستمر منذ أكثر من 18 عامًا، مما يجعل أي تصعيد جديد يُنذر بتفاقم الأوضاع المعيشية والصحية ويهدد الجهود الإنسانية الهشة التي تسعى لتخفيف معاناة السكان.