التغير المناخي أصبح مشكلة كبيرة تؤثر على حياتنا بشكل مباشر، وليس فقط على ذوبان الجليد أو ارتفاع منسوب المياه، بل يمتد تأثيره ليصل إلى النباتات التي تعتبر أساس الحياة على كوكبنا، فبدونها لا يمكننا الحصول على الأكسجين أو الغذاء، وهي تدعم جميع الكائنات الحية.
النباتات ودورها في إنتاج الأكسجين
تشير الأبحاث إلى أن النباتات تُنتج حوالي 98٪ من الأكسجين الذي نتنفسه، كما أنها تمثل 80٪ من السعرات الحرارية التي يحتاجها الإنسان يومياً، مما يجعلها عنصراً حيوياً لاستمرار الحياة على الأرض، ومع ذلك، التغيرات المناخية السريعة تهدد هذا التوازن، حيث تؤدي إلى انتشار الأمراض والآفات التي تضر بالمحاصيل وتقلل من الإنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم.
أسباب الاحتباس الحراري
منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، أصبح الإنسان هو المحرك الرئيسي لتغير المناخ من خلال الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما أدى إلى زيادة الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، وتراكم الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما تسبب في ارتفاع درجات حرارة الأرض وحدوث ظواهر مناخية متطرفة مثل الفيضانات والجفاف.
تشير التقارير إلى أنه من المتوقع أن ترتفع حرارة الكوكب بمقدار 3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وقد تصل إلى 4 درجات إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، وتُعتبر الصين أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية، بينما تأتي مصر في المرتبة الثانية في إفريقيا، حيث سجلت انبعاثات تصل إلى 2.36 طن للفرد في عام 2022، مما يشير إلى تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة.
تأثير التغير المناخي على النباتات
ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون يؤثر بشكل مباشر على المناعة الطبيعية للنباتات، مما يجعلها أكثر عرضة للأمراض، كما أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يعزز نمو الأوراق والسيقان، مما يهيئ بيئة مناسبة لانتشار الفطريات والآفات، وتشير التقارير إلى أن حوالي 40٪ من المحاصيل الغذائية تُفقد سنويًا بسبب الأمراض النباتية والآفات، وهذا قد يؤدي إلى أزمة غذائية عالمية إذا استمرت هذه الوتيرة.

