في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الأمن الأوروبي، أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” بأن المفوضية الأوروبية بدأت في إنشاء وحدة استخبارات جديدة تحت إشراف رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، تهدف هذه الوحدة إلى تحسين استخدام المعلومات التي تجمعها أجهزة الاستخبارات الوطنية للدول الأعضاء، رغم التوقعات بوجود اعتراضات من بعض العواصم الأوروبية.

وذكرت مصادر مطلعة أن الوحدة ستتواجد داخل الأمانة العامة للمفوضية، وستضم مسؤولين من أجهزة الاستخبارات الوطنية، بهدف تجميع وتحليل المعلومات لدعم السياسات الأمنية والدفاعية للاتحاد، ورغم عدم تحديد جدول زمني لإطلاق الوحدة، إلا أن المفوضية تعمل على تطوير مفهومها للاستفادة من الخبرات المتاحة.

تحفظات من بعض الدول الأوروبية

تعكس هذه المبادرة قلق بعض الدول الأعضاء بشأن حدود صلاحيات المفوضية في مجالات الأمن والاستخبارات، خاصة مع حساسية تبادل المعلومات السرية، وتعتبر فرنسا من بين الدول التي تتحفظ على تقاسم البيانات الاستخباراتية، نظراً لشبكة التجسس الواسعة التي تمتلكها، بالإضافة إلى مواقف بعض الدول مثل المجر التي تعقد التعاون الأمني بسبب توجهاتها السياسية.

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الاتحاد الأوروبي تحولات أمنية جادة جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا، وتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي ألمح فيها إلى تقليص الدعم الأمني لدول القارة، مما دفع بروكسل إلى إعادة تقييم بنيتها الدفاعية.

تعزيز القدرات الأمنية الأوروبية

دعت فون دير لاين مؤخراً إلى ضرورة الرد بحزم على التهديدات الأمنية التي تواجهها القارة، مشيرة إلى أن حوادث الطائرات المسيرة تمثل مؤشرات واضحة على اتساع نطاق التهديدات، وفي هذا الإطار، قامت المفوضية بعدة خطوات، منها إنشاء “كلية أمنية” لتدريب المفوضين على قضايا الاستخبارات، وتمويل مشتريات الأسلحة لأوكرانيا، بالإضافة إلى إطلاق مشروع القمر الاصطناعي Iris² لتعزيز القدرات التكنولوجية في مجالات الاتصالات والأمن السيبراني.