شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم حدثًا دبلوماسيًا بارزًا حيث اجتمع رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وتعتبر هذه الزيارة رمزًا سياسيًا مهمًا حيث يُعد الشرع أول رئيس سوري يزور المكتب البيضاوي منذ استقلال سوريا في عام 1946، مما يعكس عودة دمشق كدولة فاعلة على الساحة الدولية.
مباحثات ثنائية
تحدث الرئيسان في جلسة رسمية بحضور وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتأتي هذه الخطوة كجزء من “مرحلة جديدة” من المواقف الأمريكية التي تميزت بالانفتاح والاستعداد للشراكة مع دمشق، وفقًا لتقارير الإعلام الرسمي السوري حول النجاحات التي حققتها الحكومة السورية في سياساتها الداخلية والخارجية.
وصل الرئيس الشرع إلى واشنطن قادمًا من البرازيل بعد مشاركته في قمة المناخ “COP30″، وتعتبر زيارته الحالية هي اللقاء الثالث بينه وبين ترامب بعد لقاءين سابقين في الرياض ونيويورك.
إلغاء “قانون قيصر” مفتاح للتعافي
تحمل زيارة الشرع أهمية كبيرة فيما يتعلق بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، وعلى رأسها “قانون قيصر” الذي أثر سلبًا على الاقتصاد وأعاق إعادة الإعمار، وأشار الشرع خلال لقائه مع منظمات سورية في واشنطن إلى أن العقوبات في مراحلها الأخيرة، وأنه يجب متابعة العمل لرفعها.
الدعم السوري يأتي مدعومًا بتطورات قانونية أمريكية سابقة، حيث أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا في يونيو الماضي بإنهاء برنامج العقوبات على سوريا مع الإبقاء على العقوبات الفردية على مجرمي الحرب، وتبع ذلك تصويت مجلس الشيوخ في أكتوبر الماضي لصالح إلغاء “قانون قيصر”.
التزام واشنطن الجديد
الآن، يحتاج القانون إلى تصديق مجلس النواب وتوقيع الرئيس ترامب ليتم إلغاؤه رسميًا، مما يعكس التزام واشنطن الجديد تجاه دمشق، ويؤكد هذا التحول الدبلوماسي أن سوريا، التي عانت سنوات من الحرب والعزلة، تسير نحو محطة تاريخية تهدف إلى استعادة مكانتها كوجهة استثمارية رئيسية وفاعل أساسي في استقرار المنطقة، مع التركيز على التعافي الاقتصادي والتنمية.

