في تصريح مثير، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن بلاده تمكنت من “القضاء على محور الشر الإيراني”، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز غير من شكل المشهد السياسي والاستراتيجي في المنطقة بأكملها، تأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه المنطقة من توترات متزايدة، حيث تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتشتعل الاشتباكات الحدودية.

الادعاءات والتحديات

لم يقدم نتنياهو تفاصيل واضحة حول كيفية “القضاء” على ما يسميه “محور الشر” الذي تقوده إيران، والذي يضم فصائل مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، إلا أن تصريحاته تعكس محاولة لربط العمليات العسكرية الحالية، خاصةً في غزة، بإنجاز استراتيجي أوسع يهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني، ويرى نتنياهو أن الضغوط العسكرية والسياسية التي مارستها إسرائيل خلال الفترة الماضية قد أدت إلى إضعاف قدرات هذا المحور، بينما تواصل الفصائل شن هجمات ضد مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول دقة هذه الادعاءات.

تأثيرات سياسية وجغرافية

استخدم نتنياهو عبارة “قمنا بتغيير الشرق الأوسط” ليعبر عن أن سياسات حكومته لم تقتصر على الجانب الأمني، بل أثرت أيضًا على الجغرافيا السياسية للمنطقة، ويشير إلى اتفاقيات التطبيع والتقارب مع بعض الدول العربية، وهو ما يصفه بالتوسع في دائرة السلام، مؤكدًا أن هذا التوسع يتم “بالقوة”، كما يرى أن الضغط على الإدارة الأمريكية لاتخاذ مواقف أكثر صلابة تجاه طهران قد يؤدي إلى فرض عقوبات واسعة.

رغم مزاعم نتنياهو حول تغيير المنطقة، تشير التقارير الدولية إلى أن النفوذ الإيراني لا يزال قويًا، وأن المنطقة تواجه خطر تصعيد إقليمي بدلاً من التغيير الإيجابي الموعود، ويعتبر المحللون أن هذا الخطاب يهدف إلى تعزيز صورة نتنياهو كقائد يحقق انتصارات استراتيجية وسط الضغوط السياسية والشعبية التي يواجهها بسبب أحداث 7 أكتوبر.