في وقت حساس تشهده الولايات المتحدة، اجتمع مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأحد في جلسة استثنائية تهدف إلى معالجة الأزمة السياسية التي أدت إلى إغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية لأكثر من 40 يومًا، حيث صرح زعيم الجمهوريين في المجلس بأن هناك تقدمًا نحو اتفاق محتمل، لكنه أضاف أن الوصول إلى حل نهائي لا يزال غير مضمون.
تطورات الجلسة واحتياجات الأعضاء
جون ثون، زعيم الأغلبية الجمهورية، أشار عند دخوله قاعة الجلسة إلى أننا نقترب من اتفاق، لكن لا يمكننا التأكيد على أن الأمور قد حُسمت بعد، وأوضح أن الأعضاء يحتاجون إلى الوقت لدراسة المقترحات ومراجعة التفاصيل قبل بدء أي تصويت، مما يعني أن أي تحرك فعلي قد يستغرق ساعات أو حتى أيام.
الضغط على الكونجرس وتأثير الإغلاق
تأتي هذه الجلسة في ظل ضغوط متزايدة على الكونجرس، حيث تسبب الإغلاق الحكومي في شلل كبير للقطاعات الفيدرالية، مما أثر بشكل مباشر على خدمات مثل إدارة الطيران، وأيضًا على برامج المساعدات الغذائية التي يعتمد عليها الملايين من الأمريكيين، بينما لا يزال الآلاف من العاملين الحكوميين بلا رواتب منذ أسابيع.
القيادة الجمهورية تعمل على إعداد حزمة تشريعية مؤقتة تهدف إلى إعادة فتح بعض مؤسسات الحكومة حتى يناير المقبل، مع إقرار تمويل طويل الأجل لعدة وكالات فيدرالية أساسية، لكن مصير هذه الحزمة لا يزال غير واضح في ظل تحفظات من الديمقراطيين الذين يشترطون ضمانات أوسع تتعلق بتمويل برامج الرعاية الاجتماعية والتعليم.
نظرة إلى المستقبل
يرى المراقبون أن جلسة اليوم قد تكون نقطة تحول حاسمة في هذه الأزمة المستمرة، لكنها تمثل أيضًا اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحزبين على تجاوز الانقسامات الحادة التي عمقت الخلاف حول أولويات الإنفاق الفيدرالي، وأي فشل جديد في التوصل إلى اتفاق سيزيد من الغضب الشعبي ويؤثر سلبًا على صورة الكونجرس قبل الانتخابات المقبلة.
ورغم التفاؤل الحذر الذي أبداه زعيم الجمهوريين، فإن أجواء الجلسة بقيت مشحونة بالحذر والترقب، وسط انقسام داخلي بين أعضاء الحزبين حول حجم التخفيضات المطلوبة في الإنفاق العام، وخلص ثون إلى القول بأننا سنرى أين ستكون الأصوات، وما إذا كان بالإمكان المضي قدمًا نحو اتفاق يُعيد عمل الحكومة ويُخفف من معاناة الأمريكيين.

