رغم الهدنة المعلنة، لا تزال الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور بشكل مقلق، حيث أكدت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى تجاوز 69 ألف شخص منذ بداية النزاع، وما زالت عمليات انتشال الجثث مستمرة، هذا بالإضافة إلى القلق المتزايد نتيجة تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، مما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.
الوضع في غزة
أعلنت وزارة الصحة أن الأعداد المتزايدة من الضحايا تعود إلى انتشال الجثث من تحت الأنقاض بعد الهدنة التي بدأت في 10 أكتوبر، حيث تم التعرف على المزيد من الضحايا، وتشمل الأرقام أيضا الفلسطينيين الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية تستهدف ما تقول تل أبيب إنهم “عناصر مسلحة متبقية” في المنطقة، وقد أفاد مسؤولون في مستشفيات غزة بأن إسرائيل أعادت جثامين 15 فلسطينيًا، في حين كان قد تم إعادة جثمان رهينة إسرائيلي يوم الجمعة، ويعتبر تبادل الجثامين جزءًا مهمًا من المرحلة الأولى للهدنة.
الهدنة وتبادل الجثامين
تسعى الهدنة إلى إنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص في الجانب الإسرائيلي، و251 آخرين تم أسرهم، بينما يستمر تبادل الجثامين بين كلا الطرفين، حيث تظاهر العديد من المتضامنين وعائلات الأسرى في تل أبيب للمطالبة بإعادة جميع الرهائن، ما يعكس حجم التوتر الذي لا يزال يسود الأجواء.
الاعتداءات في الضفة الغربية
في سياق مشابه، شهدت الضفة الغربية هجمات متزايدة من المستوطنين الإسرائيليين، حيث وقعت اعتداءات على مزارعين فلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون، مما أسفر عن إصابة 11 شخصا، بينهم صحفيون ونشطاء دوليون، وأفادت التقارير بأن الاعتداءات غير مسبوقة هذا العام، حيث سجل أكثر من 260 هجمة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
الوضع القانوني
تثير الإحصاءات حول الاعتقالات في جرائم عنف المستوطنين القلق، حيث تصل نسبة الملاحقات القضائية إلى أقل من 4%، مما يشير إلى ضعف الإجراءات القانونية لحماية الفلسطينيين، وأشار مدير الطب الشرعي في مستشفى ناصر بخان يونس إلى أن هناك 300 جثمان فلسطيني أُعيدت، ولم يتم التعرف إلا على 89 منها فقط، بينما لا تزال أعداد كبيرة من الفلسطينيين في عداد المفقودين.
تستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة، ومدى فعالية الهدنة في تحقيق السلام والاستقرار المنشود.

