شهد عالم التكنولوجيا تقلبات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، حيث كان أداء أسواق المال في أسوأ حالاته منذ أبريل، فقد انخفض مؤشر “ناسداك” الأمريكي بنسبة 3% خلال خمسة أيام فقط، مما أدى إلى موجة بيع ضخمة تخطت قيمتها 800 مليار دولار، والسبب وراء ذلك هو تزايد المخاوف من تقييمات الشركات المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بعد أن شهدت هذه الشركات ارتفاعات كبيرة في قيمتها خلال الأشهر الماضية، لكن الأمور بدأت تتغير هذا الأسبوع مع تحول الأنظار إلى مدى جدوى تلك التقييمات، بحسب تقرير من صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.

تحديات شركات التكنولوجيا الكبرى

تعرضت شركات تكنولوجيا كبرى مثل “إنفيديا” و”ألفابت” الشركة الأم لجوجل لتراجعات حادة في قيمتها السوقية، مما أعاد تسليط الضوء على الفجوة بين الابتكار والعائد المالي، حيث لم تتمكن الكثير من شركات الذكاء الاصطناعي من تحويل حماس السوق إلى أرباح فعلية تبرر الأسعار المرتفعة، ويتوقع المحللون أن تأثير موجة البيع لن يقتصر على قطاع التكنولوجيا فقط، بل قد يمتد إلى الأسواق المالية بشكل عام، مما يزيد من قلق المستثمرين حول نتائج أعمال الشركات الكبرى في الفترة القادمة.

إعادة تقييم الأسواق

تعتبر الأحداث الحالية تذكيرا قويا بتقلبات سوق الأسهم، ففي فترات النمو السريع، يتم غالبا تجاهل المؤشرات المالية الأساسية، مما قد يؤدي إلى تشكيل “فقاعات” تنفجر لاحقا، كما حدث هذا الأسبوع، تعكس هذه الاضطرابات حساسية الأسواق تجاه المزاج الاستثماري والأساسيات الاقتصادية، ومع استمرار التقلبات، يجد المستثمرون والشركات أنفسهم في مرحلة تتطلب قدرا أكبر من الحذر وتقييما أعمق لمدى جدوى تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل.