في إطار جهود الهيئة العامة للرقابة المالية لدعم الابتكار وريادة الأعمال في الأسواق المالية غير المصرفية، قدم الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة، رؤية جديدة خلال قمة رايز أب 2025 تهدف إلى بناء اقتصاد حديث يعتمد على التجربة والإبداع، حيث تكون الشركات الناشئة هي المحور الأساسي.
تطوير بيئة الأعمال
طرح الدكتور فريد مجموعة من المحاور الرئيسية التي تهدف إلى خلق بيئة أعمال أكثر مرونة وجاذبية للاستثمار، من خلال ترسيخ مفهوم ريادة الأعمال كركيزة للاقتصاد الحديث، وتطوير الدور التنظيمي للهيئة بما يتناسب مع التحول الرقمي وتحفيز الابتكار، مؤكدًا أن الرقابة ليست عبئًا على الشركات بل تعزز ثقة المستثمرين والأسواق.
الترخيص للشركات الناشئة
أشار الدكتور فريد إلى أن الهيئة بدأت في تفعيل الترخيص الخاص بالشركات الناشئة في مجالات الأنشطة المالية غير المصرفية، كما تم تطوير أدوات جديدة مثل منصات التمويل الجماعي وأدوات تقييم الشركات، مما يتطلب تحديثًا تشريعيًا مستمرًا لاستيعاب هذه المجالات.
التجربة والفشل
تتضمن الرؤية أيضًا تعزيز ثقافة تقبل التجربة والفشل كجزء من رحلة النجاح، مشددًا على أهمية دور رائد الأعمال في تحمل المسؤولية لبناء شركته وتوسيع نشاطها، مما يساهم في تبني مفهوم التنظيم الذكي كضمانة لمستقبل مستدام للأسواق المالية.
التعاون بين الجهات المختلفة
أكد رئيس الهيئة أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الجهات التنظيمية ورواد الأعمال والمستثمرين لبناء اقتصاد جديد يعتمد على المرونة والإبداع، مشيرًا إلى أن الرقابة الفعالة والإطار التنظيمي الذكي هما الأساس لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى السوق المصرية.
التحديات والفرص
تحدث الدكتور فريد عن التحديات التي يواجهها رواد الأعمال، موضحًا أن ريادة الأعمال ليست رفاهية بل مسؤولية، حيث يتعين على المؤسسين إدارة الفريق وضمان استمرارية الشركة في ظل ضغوط مستمرة.
مبادرات الهيئة
سلط الضوء على إطلاق مبادرة جديدة تتمثل في إصدار ترخيص مؤقت خاص بالشركات الناشئة في مجالات التمويل غير المصرفي، مما يمنح المبتكرين فرصة لتجربة أفكارهم في بيئة منظمة وآمنة، وقد أثبتت هذه المبادرة نجاحها حيث تمكنت بعض الشركات من جذب استثمارات جديدة بمجرد حصولها على الترخيص.
الثقافة المجتمعية
دعا الدكتور فريد إلى ضرورة تغيير الثقافة المجتمعية التي تنظر للفشل كعيب، مؤكدًا أن التجربة والفشل جزء طبيعي من رحلة ريادة الأعمال، حيث تشير المعدلات العالمية إلى أن 8 من كل 10 شركات ناشئة تفشل، لكن النجاحات الكبرى تأتي من الشركتين المتبقيتين.
اختتم الدكتور فريد حديثه بالتأكيد على أن الهيئة ماضية في تطوير التشريعات لتكون بيئة حاضنة للابتكار، وأن الجمع بين التنظيم المرن والجرأة في التجربة هو ما سيجعل مصر مركزًا إقليميًا لريادة الأعمال، مؤكدًا أن مصر تمتلك شبابًا مبتكرًا وأفكارًا طموحة وسوقًا كبيرة، مما يعزز من فرص بناء اقتصاد قوي ومستدام.

