في إطار سعيها لفهم التغيرات الكبيرة التي يشهدها عالم التكنولوجيا، استضاف منتدى القاهرة CAIRO FORUM 2 مجموعة من الخبراء الدوليين لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث تم تناول المخاطر والفرص والتحديات التنظيمية المرتبطة بهذه التقنية المتطورة، وأكد الخبراء على أهمية استثمار الدول في هذا المجال لمواكبة التطورات العالمية.
استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
أشار زياد علي، الخبير التكنولوجي ومدير الجلسة، إلى أن الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن تصل إلى حوالي 22 تريليون دولار خلال السنوات الأربع إلى الخمس القادمة، بينما تقدر الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 170 مليار دولار بحلول العام المقبل، وأكد أن تكلفة عدم الانخراط في هذه الثورة ستكون أعلى بكثير من تكلفة المشاركة حتى لو لم نحقق أفضل النتائج.
التحديات والفرص في عالم الذكاء الاصطناعي
طرح الحضور تساؤلات حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، هل سنكون مستهلكين فقط أم سنساهم في تطوير هذه التكنولوجيا، حيث قدم انيربان سارما، مدير مركز المجتمعات الرقمية، رؤى حول الوضع في الهند، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف 15.7 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، لكن هناك مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب هذه التقنية.
اتجاهات رئيسية ومخاطر محتملة
تحدث انيربان عن ثلاثة اتجاهات رئيسية في تطور الذكاء الاصطناعي، منها استخدام البيانات الشخصية في تدريب النماذج، مما يثير قلقًا بشأن الخصوصية والثقة، كما تناول فكرة التعاون بين الشركات الكبرى في هذا المجال، حيث أصبحت هذه الشركات تتحكم في تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يثير القلق بشأن التحيزات الموجودة في الأنظمة.
جهود مصر في الذكاء الاصطناعي
من جانبها، تحدثت الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات، عن الجهود التي تبذلها مصر في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك إطلاق ميثاق أخلاقي في عام 2023 يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، كما تم إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي لعام 2025 والتي تتضمن العديد من المبادرات لتحسين جودة الحياة للمواطنين.
فرص وتحديات السوق
أكد سعد صبرة، مدير مؤسسة التمويل الدولية، أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا كبيرًا في الاقتصاديات العالمية، مشيرًا إلى أن هناك فجوة في الوصول إلى التمويل في مصر تصل إلى 70 مليار دولار، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في سد هذه الفجوة، كما يجب أن يكون هناك تعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير هذا المجال.
المخاطر المستقبلية
في الختام، حذر الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات السابق، من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هناك سباقًا عالميًا لتطوير هذه التقنية، مما يستدعي ضرورة وضع لوائح تنظيمية فعالة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا، ولفت إلى ضرورة الانتباه لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية، حيث قد يؤدي ذلك إلى مخاطر وجودية على البشرية.

