في تقرير صادم نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، تم الكشف عن مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر السودانية، حيث يُعتقد أن أكثر من 2000 مدني لقوا حتفهم في هذه الحادثة، مما يجعلها واحدة من أبشع الجرائم في إقليم دارفور منذ بدء الحرب في السودان عام 2023.
التقرير تضمن مقاطع مصورة توثق عمليات إعدام جماعية نفذها عناصر من الدعم السريع بحق مدنيين عزل، ورغم بشاعة المشاهد، إلا أن البعض من المقاتلين كانوا يتفاخرون بما أسموه “العمل الجيد” و”الإبادة” في تصرفات غير إنسانية.
تحقيقات رسمية
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية عن فتح تحقيق رسمي لتحديد ما إذا كانت هذه الجرائم تُعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في خطوة تعكس مدى خطورة الوضع.
مدينة محاصرة
تعتبر الفاشر آخر معقل للجيش السوداني في دارفور، وقد سقطت بيد قوات الدعم السريع بعد حصار دام حوالي عامين، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية أن الدعم السريع أقام سواتر ترابية حول المدينة لعزلها ومنع دخول المساعدات الإنسانية، كما قُتل عدد من المدنيين في قصف استهدف مساجد ومخيمات للنازحين خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.
كما وثقت لقطات مروعة تعذيب مدنيين حاولوا تهريب الطعام إلى المدينة، مما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكانها.
مشاهد إعدام مروعة
بعد السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة، انتشرت مقاطع مصورة على الإنترنت توثق إقدام مقاتلين على إعدام مدنيين في شوارع المدينة، حيث ظهر أحد المسلحين وهو يقتل رجلًا مسنًا بدم بارد، بينما كان آخرون يصرخون ويطالبون بمزيد من القتل.
تقرير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل أشار إلى أن صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في 26 أكتوبر أظهرت تجمعات لجثث بشرية لم تكن موجودة سابقًا، مع آثار دماء واضحة، مما يزيد من مخاوف المجتمع الدولي بشأن هذه الجرائم.
تصريحات القادة
أحد قادة المجزرة، المعروف بلقب “أبو لولو”، ظهر في مقاطع وهو يعدم أسرى ومدنيين، حيث صرح أمام الكاميرا بأنه لن يرحم أحد، مما يعكس مدى انعدام الإنسانية في تصرفاتهم.
بعد انتشار التحقيق، حاول قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” التخفيف من حدة الغضب الدولي، حيث أقر بارتكاب بعض عناصره انتهاكات، ووعد بمحاسبتهم، لكن صورًا جديدة توضح نقل الجثث إلى مقابر جماعية، مما يزيد من الشكوك حول مصداقية تلك التصريحات.

