في إطار الجهود المستمرة لفهم الأزمات التي تواجه منطقة القرن الأفريقي، شهد منتدى القاهرة الثاني CAIRO FORUM2 الذي نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية جلسات نقاشية متخصصة، حيث تم تسليط الضوء على الأزمة المتصاعدة في السودان وتأثيراتها على المنطقة بشكل عام، وقد ناقش المشاركون كيف أن النزاعات والحروب الأهلية في السودان ودارفور تتأثر بعوامل متعددة، منها التدخلات الخارجية وصراعات القوى الإقليمية، وهو ما يزيد من هشاشة الوضع في دول المنطقة، كما تم التأكيد على الدور المحوري لمصر في جهود التهدئة ودعم الاستقرار الإقليمي، مع التحذير من تداعيات هذه الأزمة التي تشمل الهجرة غير الشرعية.
التحديات الإنسانية والبيئية
أدارت الجلسة ميريت مبروك، زميل أول بمعهد الشرق الأوسط، حيث أكدت أن الأوضاع في السودان تستدعي القلق العميق، موضحة أن النزاع لا يقتصر على السودان فقط بل يمتد إلى القرن الأفريقي الذي يعاني من صراعات داخلية وتغيرات مناخية تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي، مما يزيد من مخاطر الهجرة والفقر، كما حذرت من أن التغير المناخي يزيد من تفاقم هذه الأزمات، مما يستدعي تدخلات دولية مدروسة وفعالة.
دور المجتمع الدولي
في هذا السياق، تحدثت الدكتورة أماني الطويل، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية، مشيرة إلى أن الهجرة غير الشرعية تشكل ضغطًا كبيرًا على دول مثل مصر، كما توقعت أن تشتعل النزاعات بين إثيوبيا وإريتريا بسبب المشاريع التوسعية الإثيوبية في البحر الأحمر، مما يتطلب دعمًا دوليًا لفهم تعقيدات الصراعات في المنطقة، وأهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة وتحسين الظروف المعيشية.
الأبعاد السياسية للصراع
تحدث الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، عن الصراعات التاريخية في القرن الأفريقي، مؤكدًا أن الصراع الحالي في السودان يستدعي اهتمامًا خاصًا بسبب تداعياته الإنسانية، حيث تشير التقديرات إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، مما يثير مخاوف أمنية لمصر ودول الجوار، كما تساءل عن المسؤول عن هذه الأزمات، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية السابقة كانت وراء تأسيس قوات الدعم السريع التي تسببت في تأجيج النزاع.
الآثار الاقتصادية للأزمة
أشارت أنيا بيريتا، رئيس البرنامج الإقليمي للاقتصاد الأفريقي، إلى التأثير الكارثي للصراع على الاقتصاد السوداني، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 42%، وفقد قطاع الزراعة والغذاء ما بين 30-34% من قيمته، مما أدى إلى تدهور أنظمة الصحة والتعليم. كما أكدت أن هذه الأزمة تؤثر بشكل كبير على دول الجوار، مما يستدعي جهودًا من المجتمع الدولي لدعم الاستقرار في المنطقة.
خاتمة
تعتبر الأوضاع في السودان وقرن أفريقيا تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية، حيث يجب أن يكون هناك فهم عميق للأبعاد الإنسانية والسياسية والاقتصادية لهذه الأزمات، ودعم المجتمعات المحلية في إيجاد حلول مستدامة، مما يسهم في استقرار المنطقة على المدى الطويل.

