انطلقت فعاليات اليوم الثاني والأخير لمنتدى القاهرة “CAIRO FORUM2” حيث تناولت الجلسة الأولى موضوع “مستقبل سياسات التجارة الدولية في عالم مليء بالتحديات” وذلك بحضور عدد من الخبراء في المجال، الذين ناقشوا تأثير الاضطرابات العالمية على قرارات الاستثمار والتجارة.

تحديات التجارة العالمية

أدارت الجلسة عبد الحميد ممدوح، المستشار القانوني الأول لمكتب “كينج أند سبالدينج”، الذي استضاف مجموعة من المتحدثين البارزين، ومن بينهم وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي أشار إلى أن العالم شهد “تأثيرًا مضاعفًا غير مسبوق” في الأشهر التسعة الماضية، مما أعاد تشكيل خريطة الاستثمار والتجارة العالمية.

وأوضح جمال الدين أن الولايات المتحدة، رغم قوتها الاقتصادية، اتخذت قرارات أحادية أثرت سلبًا على اقتصادها، حيث يمثل التصنيع الأمريكي فقط 18.4% من الناتج المحلي، مما يجعل أي محاولة لإعادة التصنيع في الداخل مكلفة للغاية.

تحولات جديدة في الاقتصاد العالمي

وأشار إلى أن هذه السياسات أدت إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين وارتفاع معدلات التضخم، بينما أصبحت أوروبا أقل قدرة على المنافسة، مما يعكس تحديات جديدة في الاقتصاد العالمي تشبه تلك التي شهدناها خلال فترة كوفيد.

وفي المقابل، أشار جمال الدين إلى أن الصين، التي يعتمد اقتصادها بنسبة 40% على التصنيع، تبرز كوجهة جاذبة للاستثمارات، مما يدفع الشركات العالمية للنظر إلى الدول الناشئة مثل مصر، التي تتمتع بيد عاملة ماهرة وتكاليف طاقة تنافسية.

فرص الاستثمار في مصر

قال جمال الدين إن مصر لديها فرصة ذهبية لجذب المستثمرين خلال الفترة المقبلة، حيث نجحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب 11 مليار دولار من الاستثمارات في ثلاث سنوات ونصف، مما يعكس نجاح البنية التحتية المتطورة.

وأكد أن المستثمرين اليوم يهتمون بالحوافز غير المباشرة مثل الكفاءات البشرية وتكاليف التشغيل، مما يجعل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مكانًا جذابًا للاستثمار.

التحديات والفرص العالمية

من جانبه، أشار محمد الجوسقي، مساعد وزير الاستثمار، إلى أن العالم يشهد تحولًا كبيرًا في نظم التجارة، حيث بدأت العولمة التي عرفناها تتراجع، مما يمثل تحديات جديدة للعديد من الاقتصادات الناشئة.

وشدد على أهمية التعاون الدولي، حيث أن بقاء الدول في المنافسة يعتمد على قدرتها على التكيف مع التغيرات العالمية، مشيرًا إلى ضرورة إصلاح المؤسسات التجارية لتعزيز التوازن في النظام التجاري العالمي.

ختامًا، أكد الخبراء أن التحديات الحالية تمثل أيضًا فرصًا جديدة، وأن التعاون الدولي هو السبيل لضمان النمو المشترك وتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية.